خشونة الركبتين: أسبابها وعلاقتها بهشاشة العظام
مقدمة عن خشونة الركبة
الركبتان هما من أكثر المفاصل استخداماً وإجهاداً في جسم الإنسان، فهما تحملان وزن الجسم وتساعدان على الحركة والمشي والجري والقفز. لذلك، فإن الركبتين عرضتان للإصابة ببعض الأمراض والمشاكل التي تؤثر على صحتهما ووظيفتهما. من أبرز هذه المشاكل خشونة الركبتين وهشاشة العظام، واللتان تسببان آلاماً وتورماً وصعوبة في الحركة في الركبتين. فما هي خشونة الركبتين وهشاشة العظام؟ وما هي أسبابهما وعلاقتهما ببعضهما؟ وكيف يمكن علاجهما؟ في هذه المقالة، سنحاول الإجابة على هذه التساؤلات بشكل مبسط وواضح.
ما هي خشونة الركبتين؟
خشونة الركبتين هي حالة تصيب غضروف المفصل، وهو الطبقة الرقيقة التي تغطي نهايات العظام في المفصل وتساعد على تخفيف الاحتكاك بينهما. تتسبب خشونة الركبتين في تآكل غضروف المفصل بسبب التقدم في العمر أو التهاب أو إصابة أو زيادة في الوزن أو ضعف في عضلات الفخذ. نتيجة لذلك، تزداد المعاناة من آلام وتورم وصعوبة في الحركة في الركبتين.
خشونة الركبتين هي شكل من أشكال التهاب المفاصل، وهو اضطراب مزمن يصيب المفاصل. يُعد خشونة الركبتين أو التهاب المفصل التنكسي (Osteoarthritis) أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، وخصوصًا في كبار السن
هشاشة العظام
هشاشة العظام هي حالة تصيب كثافة العظام، وهي المادة التي تُشكِّل هيكل الجسم. تتسبب هشاشة العظام في انخفاض كثافة العظام بسبب نقص في مادتَيْ كالسيوم Calcium وفِيتامِين د Vitamin D أو اضطراب في توازن بَناءِ (anabolism) وَهَدْمِ (catabolism) خلاَيَّاتِ (cells) نِسْجِ العظام. نتيجة لذلك، تصبح العظام أكثر هشاشة وعرضة للكسور
هشاشة العظام هي حالة شائعة تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، وخصوصًا النساء بعد سن اليأس. يُعد هشاشة العظام من أهم عوامل الخطر لحدوث كسور في العظام، وخصوصًا في مناطق مثل الورك والفخذ والعمود الفقري والمعصم
العلاقة بين خشونة الركبتين وهشاشة العظام
قد يتساءل البعض عن وجود علاقة بين خشونة الركبتين وهشاشة العظام، وهل تؤثر إحداهما على الأخرى. في الحقيقة، هناك بعض الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة بين خشونة الركبتين وهشاشة العظام، ولكن هذه العلاقة ليست بسيطة أو مباشرة. فمن جهة، قد يزيد خشونة الركبتين من خطر الإصابة بهشاشة العظام في المنطقة المحيطة بالركبة، لأن التآكل في غضروف المفصل يؤدي إلى زيادة التحميل على نهاية عظم الفخذ، مما يزيد من فقدان كثافته. كما قد يؤدي خشونة الركبتين إلى تقليل حركة المفصل والقدرة على المشي أو ممارسة التمارين، مما يؤدي إلى ضعف في عضلات الفخذ والساق، وهذا بدوره يؤثر سلبًا على كثافة العظام.
من جهة أخرى، قد تؤثر هشاشة العظام على خشونة الركبتين بطرق مختلفة. فمن ناحية، قد تزيد هشاشة العظام من خطر حدوث كسور في فقرات العمود الفقري أو عظام الحوض أو الورك، مما يؤدي إلى اختلال في التوازن أو التحميل على المفاصل، وهذا قد يزيد من التآكل في غضروف المفصل. من ناحية أخرى، قد تؤدي هشاشة العظام إلى انخفاض في مستوى هرمونات مثل التستوستيرون أو الإستروجين، وهذه assistant الهرمونات تلعب دورًا في صحة غضروف المفصل.
علاج خشونة الركبتين وهشاشة العظام
لا شك أن خشونة الركبتين وهشاشة العظام هما حالتان تستدعيان اهتمامًا ومتابعة طبية، لأنهما قد يؤثران سلبًا على جودة حياة المصاب وقدرته على الحركة والنشاط. لذلك، من المهم معرفة طرق العلاج المتاحة لهذه الحالات، والتي تهدف إلى تخفيف الألم والتورم والالتهاب في الركبتين، وإبطاء تقدم التآكل في غضروف المفصل، وزيادة كثافة العظام ومنع حدوث كسور.
وتشمل خيارات العلاج:
العلاج المنزلي
قد يساعد بعض التغييرات في نمط الحياة على تحسين صحة الركبتين والعظام، مثل: التخفيف من الوزن الزائد، لأنه يزيد من الضغط على المفاصل، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لأنها تساعد على تقوية عضلات الفخذ والساق التي تدعم الركبة، وتحسين مرونة المفصل، وزيادة كثافة العظام، وإتباع نظام غذائي متوازن، يحتوي على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د وبروتينات وألياف وفواكه وخضروات، والابتعاد عن التدخين والكحول، لأنهما يؤثران سلبًا على صحة العظام.
العلاج الطبي
قد يكون ضروريًا في حالات لا تستجيب للعلاج المنزلي، أو تسبب أعراضًا شديدة أو مزعجة. ويشمل العلاج الطبي استخدام أنواع مختلفة من الأدوية، مثل: مسكنات الألم ومضادات الالتهابات، سواء كانت عن طريق الفم أو حقن أو مرهم أو جيل، والتي تساعد على تخفيف الألم والالتهاب في المفصل، أو مكملات غذائية تحتوي على كالسيوم أو فيتامين د أو هرمونات أو مواد أخرى تساعد على زيادة كثافة العظام أو منع تآكل غضروف المفصل، أو حقن هيلوران Hyaluronic acid في المفصل، وهو مادة تحسِّن من تزلُّق المفصل.
العلاج الجراحي
قد يكون ضروريًا في حالات نادرة، عندما يفشل العلاج المنزلي والطبي في تخفيف آلام الركبتين، أو عندما يكون هناك خطر على حياة المصاب أو وظائف جسده. وتشمل حالات تستدعي العلاج الجراحي: تآكل شديد في غضروف المفصل يؤدي إلى تلامس العظام ببعضها، مما يسبب ألمًا شديدًا وتشوهًا في الركبة، أو كسور في العظام تهدد استقرار المفصل أو تضر بالأعصاب أو الأوعية الدموية. وتشمل أنواع العلاج الجراحي: جراحة إزالة جزء من غضروف المفصل أو عظم الفخذ أو الساق، لتخفيف الضغط على المفصل، أو جراحة استبدال المفصل بمفصل صناعي، لتحسين حركة ووظيفة الركبة.