الانزلاق الغضروفي في الرقبة: أسبابه وعلاجه وطرق الوقاية
نظرة عامة عن الانزلاق الغضروفي في الرقبة
الانزلاق الغضروفي في الرقبة هو حالة تحدث عندما ينزلق أحد الأقراص الغضروفية الموجودة بين فقرات العمود الفقري في منطقة الرقبة خارج مكانه الطبيعي، مما يسبب ضغطا على الأعصاب أو النخاع الشوكي. هذه الحالة قد تسبب ألما شديدا في الرقبة والكتفين والذراعين، وأحيانا خدر أو ضعف في الأطراف. في هذا المقال، سنتعرف على أسباب هذه الحالة وكيفية علاجها والوقاية منها.
أسباب الانزلاق الغضروفي في الرقبة
الانزلاق الغضروفي في الرقبة قد يحدث نتيجة لعوامل مختلفة، منها:
الشيخوخة: مع التقدم في العمر، تصبح الأقراص الغضروفية أكثر جفافا وهشاشة، مما يزيد من احتمالية تمزقها أو انزلاقها.
الإصابات: حادث سير أو سقوط أو ضربة قوية على الرقبة قد تؤدي إلى تلف أو تشوه في الأقراص الغضروفية.
التهاب المفاصل: بعض أنواع التهاب المفاصل، مثل التهاب المفاصل التنكسي أو التهاب المفاصل الروماتويدي، قد تؤدي إلى تآكل أو تضخم في المفاصل بين فقرات العمود الفقري، مما يزيد من ضغطها على الأقراص الغضروفية.
الوراثة: بعض الأشخاص قد يولدون بتشوهات خلقية في فقرات العمود الفقري أو بأنسجة غضروفية ضعيفة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالانزلاق الغضروفي.
الحمل: خلال فترة الحمل، تزداد كمية هرمونات التخثير (Relaxin) في جسم المرأة، مما يؤدي إلى استرخاء وتمدد في الأنسجة والأربطة المحيطة بالعظام والمفاصل. كما يزداد وزن المرأة وتتغير محور توازنها، مما يؤدي إلى زيادة ضغط على فقرات العمود الفقري.
العادات غير الصحية: بعض عادات الحياة غير الصحية قد تسبب أو تزيد من خطر حدوث انزلاق غضروفي في الرقبة، مثل:
الجلوس أو الوقوف بوضعية خاطئة: الجلوس أو الوقوف بانحناء أو انثناء الرقبة لفترات طويلة، مثل عند استخدام الهاتف المحمول أو الكمبيوتر أو قراءة كتاب، قد يؤدي إلى توتر وإجهاد في عضلات وأربطة الرقبة، وبالتالي ضغط على الأقراص الغضروفية.
السمنة: زيادة الوزن قد تؤدي إلى زيادة ضغط على فقرات العمود الفقري، وخاصة في منطقة الرقبة والظهر الأسفل، مما يزيد من خطر تلف أو انزلاق الأقراص الغضروفية.
التدخين: التدخين قد يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى الأنسجة والأعضاء، بما في ذلك الأقراص الغضروفية، مما يؤدي إلى تقليل تغذيتها وتجديدها، وبالتالي زيادة خطر تمزقها أو انزلاقها.
عدم ممارسة الرياضة: عدم ممارسة الرياضة قد يؤدي إلى ضعف وترهل في عضلات وأربطة الظهر والرقبة، مما يؤدي إلى عدم دعم كاف لفقرات العمود الفقري وزيادة خطر تعرضها للإصابات.
علاج الانزلاق الغضروفي في الرقبة
علاج الانزلاق الغضروفي في الرقبة يعتمد على شدة وطبيعة الحالة وعلى استجابة المصاب للعلاج. في معظم الحالات، يكون العلاج غير الجراحي كافيًا لتخفيف الأعراض وتحسين وظائف العمود الفقري. أما في حالات نادرة، قد يكون هناك حاجة لإجراء جراحة لإزالة جزء من القرص المنزلق أو لتثبيت فقرات العمود الفقري.
التدابير المنزلية للوقاية من علاج الانزلاق الغضروفي في الرقبة
التدابير المنزلية هي أول خط دفاع ضد ألم والتهاب الانزلاق الغضروفي في الرقبة. هذه التدابير تشمل:
تطبيق كمادات باردة أو ساخنة
تطبيق كمادات باردة أو ساخنة على منطقة الألم قد يساعد في تخفيف التورم والتشنج والألم. يُنصح بتطبيق كمادات باردة في أول 48 ساعة من حدوث الإصابة، ثم التبديل إلى كمادات ساخنة بعد ذلك. يُستخدَم كل نوع من كمادات لمدة 15-20 دقيقة كل ساعتين.
النوم بوضعية مريحة
النوم بوضعية مريحة تساعد في تخفيف الضغط على الرقبة والظهر. يُنصح بالنوم على الظهر أو الجانب، مع استخدام وسادة مناسبة لدعم منحنى الرقبة. كما يُنصح بتجنب النوم على البطن، لأنه يؤدي إلى لف الرقبة بشكل غير طبيعي.
الحصول على قسط كاف من الراحة
الراحة تساعد في تسريع عملية الشفاء وتقليل الإجهاد على الرقبة. ولكن يجب تجنب الراحة الزائدة أو الطويلة، لأنها قد تؤدي إلى ضعف وتصلب في العضلات والمفاصل. يُنصح بالحركة بشكل معتدل ومنتظم، وتجنب الأنشطة المجهدة أو المؤلمة.
الجلوس والوقوف بوضعية صحيحة
الجلوس والوقوف بوضعية صحيحة تساعد في توزيع الوزن بشكل متساو على فقرات العمود الفقري، وتجنب التواء أو انثناء الرقبة. يُنصح بالجلوس على كرسي مريح، مع دعم للظهر والذراعين، وتعديل ارتفاع شاشة الكمبيوتر أو المكتب ليكون على مستوى العين. كما يُنصح بالوقوف بشكل مستقيم، مع إبقاء الكتفين منخفضين والذقن مستقيمة.